الحصاد المر

الحصاد المر
طيبة و جبانتها "تراث عالمي في خطر"
أ.د. عبدالفتاح البنا أستاذ ترميم الآثار – جامعة القاهرة
حين كتب الأستاذ مجدي مهنا رحمة الله عليه مقاله الأشهر تسييس الثقافة، ربما كان يستقرء الطالع موجها اصابع الإتهام إلى كل من تحول موقفه عن مناصرة قضايا الشعب و الوقوف بصلابة امام غطرسة و غرور المسئولين عن الملف الثقافي في مصر لفترة تتخطى العشرين عاما إلى معكسر المدافعين بشراسه عن الفساد الذي استشرى في هذا القطاع العريض و صدق من قال مقولة - ذهب المعز و سيفه -. و ها نحن اليوم نرصد و نراقب ما يجري على الساحة الثقافية من فساد و رشوة و جهل مما جعل الكوارث تتوالى على هذا الوطن فتارة سرقات منظمة للأثار و تارة أخرى مشروعات و همية ينفق عليها ببذخ تحت دعاوى الحفاظ على الآثار و صيانتها. و أخر هذه الكوارث ما تعرض له الأستاذ سمير غريب الكاتب و الصحفي في مقاله بجريدة الأخبار " نظرة إلي المستقبل اليونسكو والأقصر.. تراث عالمي في خطر؟!" و لمن لا يعرف الأستاذ سمير غريب فهو المسئول الثقافي في اكثر من موقع على سبيل المثال و ليس الحصر شغل منصب المستشار الصحفي لوزير الثقافة في بداية عهده بالوزارة و مديرا لدار الكتب و الوثائق و مديرا لأكاديمية الفنون بروما و أخير رئيساً للجهاز القومي للتنسيق الحضاري. حقا كنت مستغربا عند قراءة هذا المقال الذي يبدوا في ظاهره انه بمثابة إنقلاب جديد على السلطة الثقافية التي أعطت الكاتب و لم تبخل عليه بأي شئ و ممن استفادوا بذهب المعز، إذن يا ترى ما السر وراء هذا الإنقلاب.
مقالة السيد/ سمير غريب نظرة إلي المستقبل اليونسكو والأقصر.. تراث عالمي في خطر؟! (2/2)
بقلم :سميرغريب sgharib@internetegypt.com
بعد أن نشرت في الأسبوع الماضي الجزء الأول من تقريرها الخاص بمدينة الأقصر، أنشر فيما يلي ترجمة دقيقة لنص قرارات لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو كما ورد في محضر الدورة الثانية والثلاثين الأخيرة للجنة :
قرارات اللجنة بعد التعديل :قرار رقم : COM 7B.57 32
لجنة التراث العالمي
1- قامت بالاطلاع علي الوثيقة WHC-08/32.COM/7B.Add.2
2- استرجاع القرارين رقم COM 7B.46 30 و رقم 31 COM 7B.55 المتفق عليهما في دورتها الثلاثين في فيلنيوس في 2006 ودورتها الحادية والثلاثين في كريستشرش في 2007 علي التوالي،
3- تكرر وتؤكد طلبها :
أ- إعادة النظر في تصميم طريق الكباش والمناطق المحيطة ؛
ب ـ التخلي عن مشروع بناء ميناء للسفن السياحية علي البر الغربي من نهر النيل بالقرب من الجسر الجديد، والحد من كل هذه التطورات علي البر الشرقي.
4- كما تكرر طلبها من مجلس المدينة لإعداد و / أو وضع اللمسات الأخيرة علي خطط الإدارة لمنطقة الكرنك والأقصر والبر الغربي، وكذلك إدماج هذه الخطط في خطة إدارية واحدة شاملة ومتكاملة، وتتضمن خطة حماية واستراتيجية للتحكم في السياحة.
5- تحث مجلس المدينة علي إنشاء آلية تنسيق رسمية تحت مسئولية المجلس الأعلي للآثار وبالتعاون بينه وبين المجلس الأعلي لمدينة الأقصر، وفرق العمل العلمية الدولية، وكذلك أصحاب المصلحة المعنيين، وعلي إجراء مشاورات منتظمة قبل الموافقة علي / أو البدء في مشاريع تؤثر علي الممتلكات والمنطقة الفاصلة.
6- تدعو مجلس المدينة إلي تعزيز الجهود الرامية إلي استعادة قرية حسن فتحي بالقرنة الجديدة، وعرض كل المشروعات المتعلقة بالقرية قبل الموافقة عليها لمراجعتها من قبل لجنة التراث العالمي.
7- كذلك تكرر الطلب من مجلس المدينة أن يضع، بالتشاور مع مركز التراث العالمي والهيئات الاستشارية، مشروع بيان القيمة العالمية البارزة، يتضمن شروط التكامل والأصالة، بوصفه جزءاً أساسيا من إنشاء خطة الإدارة وآلية التنسيق المتعلقة بها، ليتم فحص كل ذلك من قبل لجنة التراث العالمي في دورتها الثالثة والثلاثين في عام 2009.
8- تطلب من مجلس المدينة الدعوة لبعثة مراقبة مشتركة بين مركز التراث العالمي و المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية ICOMOS في أوائل عام 2009 للنظر في التقدم الذي أحرزه مجلس المدينة في معالجة الموقف، وتقديم تقرير إلي لجنة التراث العالمي في دورتها الثالثة والثلاثين في يونيو 2009 .
9- تطلب من مجلس المدينة الدعوة لبعثة مراقبة مشتركة بين مركز التراث العالمي و المجلس الدولي للمعالم والمواقع الأثرية ICOMOS في أوائل عام 2009 للنظر في التقدم المحرز، وتقييم ما إذا كانت التهديدات المذكورة يمكن أن تبرر إدراج الممتلكات علي لائحة تراث عالمي في خطر.
10- كما تطلب من مجلس المدينة أن يقدم إلي مركز التراث العالمي، قبل 1 فبراير 2009 تقريرا مفصلا عن مراحل تنفيذ ما ورد أعلاه، لدراسته من قبل لجنة التراث العالمي في دورتها الثالثة والثلاثين في 2009.
- و يستكمل السيد/ سمير غريب مقاله - انتهي نص التقرير الخاص بمدينة الأقصر، ويبقي تعليقي عليه : علي حد علمي ورغم نشر هذا التقرير علنا، لم تتم الاستجابة لأي من قراراته . وبالذات القراران رقما 8 و 10. - بما يعني أن اللجنة ستتخذ في دورتها القادمة والمقرر انعقادها في يوليو القادم قرارا نهائيا يتعلق بوضع الأقصر في قائمة "تراث عالمي في خطر" . وإذا حدث ذلك بالفعل، وأرجو ألا يحدث، ستكون فضيحة عالمية بكل المقاييس. - إنه كان يمكن للجنة التراث العالمي أن تتخذ مواقف أكثر حدة تجاه ما يحدث في الأقصر لولا الدور والضغط الكبير الذي لعبه الدكتور علي رضوان أستاذ الآثار المصرية وعضو اللجنة . ومع تقديري للمشاعر الوطنية للدكتور علي، لا أعرف لماذا يمارس ضغوطا علي اللجنة قبل أن يمارس ضغوطا من أجل تنفيذ قراراتها علي أرض الواقع ؟ - إنني التقيت بمسئولين من مركز التراث العالمي هما السيدة فرانكا ميليولي والسيد دانييل بيني بعد زيارتهما الأخيرة لمدينة الأقصر في بدايات مايو الحالي. وشرحا لي صراحة ما يحدث في الأقصر، وموقف اللجنة منه . ولست في حل من ذكر ما قالاه لأنني لم التق بهما للنشر . فالواقع أنني التقيت بهما بناء علي طلبهما للبحث في مشروع تعاون ثلاثي بين اللجنة والجهاز القومي للتنسيق الحضاري ومحافظة القاهرة، من أجل الحفاظ علي التراث المعماري والتاريخي لمدينة القاهرة فقط . بعد أن علما، مؤخرا، بمسئولية الجهاز القانونية في هذا المجال، وبخاصة بعد صدور قانون التنسيق الحضاري رقم 119 لسنة 2008 . - كان مثيرا لاستغرابي، قليلا !، أن أقرأ ذات صباح، بعد مغادرة المسئولين مصر، خبرا مصورا يجمعهما مع مسئولين آخرين مصريين، ويقول إن اليونسكو توافق علي مشروع تطوير الأقصر ؟؟ طيب : ما ذنب القراء الأعزاء الذين لا يعرفون الحقيقة ؟؟ ولماذا ؟؟ - في اليوم التالي لنشر مقالة الثلاثاء الماضي عقدت لجنة الإدارة المحلية بمجلس الشعب اجتماعا عاصفا لمناقشة ما يجري في مدينة الأقصر . كانت المقالة حاضرة في الاجتماع . وقال أحدهم إن تقرير لجنة التراث العالمي قديم . ولم يوضح كم هو قديم . فرد عليه النائب الوطني (صفة شخصية وانتماء حزبي معا) المهندس هشام مصطفي خليل أن التقرير منشور علي الموقع الإلكتروني لمنظمة اليونسكو يستطيع أي شخص الوصول إليه . وأن التقرير منشور بتاريخ 31 مارس 2009. الأهم في التقرير ليس تاريخه، ولكن صحة وقائعه . يستطيع أي شخص أن يذهب إلي الأقصر ومعه نسخة من التقرير ويتفقد الأماكن التي يتحدث عنها ويري بنفسه هل وقائع التقرير صحيحة أم لا ؟ والأهم أيضا : هل تغيرت الأمور بعد نشر هذا التقرير ؟ هل تم احترام وتنفيذ قرارات لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو المتعلقة بالأقصر ؟ وإذا كان التقرير غير سليم، فلم لم يصلني تكذيب له أو رد يوضح وجهة نظر مجلس مدينة الأقصر في الوقائع والقرارات التي تضمنها التقرير ؟ وحق الرد، كما هو معروف، مكفول قانونا .. - يبدو أن أحدا لم يلحظ التزامن، غير المقصود، بين نشر هذا التقرير علي موقع اليونسكو الإلكتروني وترشيح الدولة للفنان فاروق حسني وزير الثقافة، بالذات، لتولي منصب مدير عام اليونسكو لأول مرة في تاريخ مصر وتاريخ هذه المنظمة الدولية . كما يبدو أن أحدا، في مصر، لم يفكر في العلاقة بين ترشيح فاروق حسني المصري، لإدارة اليونسكو، وعدم استجابة سلطات مصرية لقرارات خبراء اليونسكو ؟؟!! عند هذا الحد انتهى مقال السيد/ غريب ....!
و بحكم تخصصي و قربي من هذه الأحداث و لإيماني الشديد بأن هذه الفئة من المنتفعين سدنة وزارة الثقافة لا يملكون أمانة الكلمة، و ما يخطونه فهو متفق عليه مسبقا و مخطط له ببراعة فائقة لا بستهدفون منه غير تضليل الرأي العام و أصحاب الحق الأصليين و هم جموع الشعب المصري مالك هذا التراث. فاتجهت مباشرة إلى أصل الوثيقة بموقع اليونسكو و قد أفزعني ما شهدت على الرغم من انه يتفق مع كل الأحداث التي نعيشها في الحقل الأثري منذ قرابة عقدين مضت. و سنتواصل لعرض الوثيقة الأصلية و ترجمتها الحقيقية و الهدف وراء الرسالة المزعومة التي وجهها السيد سمير غريب!




الترجمة لنص الوثيقة المعروضة على موقع اليونسكو بتاريخ 31 مارس 2009

البند 7B من جدول الأعمال المؤقت : الحالة الصيانية لممتلكات التراث العالمي المسجلة في قائمة التراث العالمي:
57. طيبة القديمة مع جبانتها (مصر) (87C)
سنة التسجيل في قائمة التراث العالمي 1979
المعايير (i) (iii) (vi)
سنوات التسجيل على قائمة التراث العالمي في خطر N/A
قرارات اللجنة السابقة
30 COM 7B.46; 31 COM 7B.55
المساعدة الدولية
يبلغ مجموع المبلغ المرصود للدعم التقني (الفني) لهذه الممتلكات : 14،000 دولار
اليونسكو الأموال من خارج الميزانية
يبلغ مجموع المبلغ المرصود لهذه الممتلكات : 1.131.000 دولارا من الصناديق الأئتمانية اليابانية في الأعوام 2002-2004، و 2008 (خصصت لترميم الصور الجدارية)

بعثات المراقبة السابقة
عام 2001 بعثة المجلس الدولي للمعالم والمواقع ICOMOS
عام 2002 بعثة من خبراء الهيدرولوجيا
يوليو 2006، مايو 2007 بعثة مركز التراث العالمي
ابريل 2008 البعثة المشتركة من مركز التراث العالمي / المجلس الدولي للمعالم والمواقع ICOMOS
التهديدات الرئيسية التي تم تحديدها في التقارير السابقة
أ) ارتفاع مستوى المياه الجوفية؛
ب) مخاطر الفيضانات على وادي الملوك و الملكات؛
ج) عدم وجود خطة شاملة للإدارة؛
د) البنية التحتية الرئيسية ومشاريع التنمية الجارية، أو المقرر إجرائها،
هـ) عدم السيطرة على التنمية الحضرية؛
و) التعدي التوسعي للإسكان والزراعة على الضفة الغربية؛
ز) عمليات الهدم في قرية القرنه في الضفة الغربية من النيل ونقل سكانها.
قضايا الصيانة الراهنة
الطلبات التي تقدمت بها لجنة التراث العالمي في دورة الإنعقاد الحادية و الثلاثين في كريستشرش (Christchurch, 2007) والتي تثير قلقاً لاول مرة منذ عقد مضى، جراء تقرير حالة الصيانة المقدم عام 1998.
كان هذا التقرير في ذلك الوقت، ردا على النية المعلنة من الجهة الرسمية لازالة قرية القرنة وسكانها (المتواجدين منذ بدايات أعمال التنقيب الأثري في الموقع من القرن التاسع عشر). و لقد طلب مكتب التراث العالمي، من الأمانة العامة دراسة إمكانية إطلاق برنامج تعاون مع الهيئات المصرية يشمل الدراسات الجيوجغرافية و الأثرية و الأنثروبولوجية، وذلك من أجل فهم أفضل لأوضاع القرى وسكانها. و أوصى مكتب التراث العالمي الهيئات المصرية "تأجيل نقل أي من سكان القرنه حتى الأنتهاء من هذه الدراسات، وحثت الهيئات طرف الإتفاقية على إقامة حملة توعية في أوساط المجتمع المحلي". في ذلك الوقت، كان من المتصور أن "خطة إدارية شاملة يجب أن تعد بعد ذلك لتشمل مفهوم فصل المحيط الثقافي لقرى القرنه عن بيئتهم".
قرار لجنة التراث العالمي 7B.55 31 COM، يعرب عن أسف اللجنة لأن الدولة طرف الإتفاقية لم تأخذ في الاعتبار التوصيات السابقة (1998 ، 2006) بإجراء الدراسات اللازمة لتقييم التأثير على القرنه. كما أعرب هذا القرار عن اسف لجنة التراث العالمي لأن الدولة طرف الإتفاقية لم تنظر إلى أو حتى تتناول توصيات البعثة عام 2006 المقدمة للجنة ممتلكات التراث العالمي، بما فيها تلك التي قدمت في مجال تصميم ساحة الكرنك. كما شجع القرار الدولة طرف الإتفاقية لتنقيح الخطة الرئيسية حتى عام 2030 بدمج الالتزام مباشرة للحفاظ على القيمة العالمية البارزة للممتلكات في جميع المشاريع و لا سيما تنظيم الإستشارات الدولية لتنسيق ساحة الكرنك، جنبا إلى جنب طريق أبو الهول، و التخلي عن مرحلة مرسى القوارب السياحية المخطط لإنشاءها على الضفة الغربية لنهر النيل، كذلك عمل دراسات وافية قبل وضع التصور النهائي لمخرات صرف مياه الفيضانات بالضفة الغربية، وكذلك انشاء خطط لإدارة الكرنك والأقصر والضفة الغربية و تكون ذات صلة بإدراة جهاز التنسيق. في الخطاب المرسل الى مركز التراث العالمي في 25 يناير 2008، أشارت الدولة طرف الإتفاقية إلى ما يلي :
أ) المداولات التي تمت بمعرفة لجنة من الخبراء في مجالاتهم "بينهم أجانب" أوصت بتطوير منطقة معبد الكرنك و منطقة معبد الأقصر. ومن ثم فالتساؤل هو عن الحاجة للجنة دولية أخرى.
* و ينوه مركز التراث العالمي انه لم يتلق أي معلومات عن تكوين لجنة من الخبراء، و مدى رسميتها أو تفويضها أو مناقشات لأي لجنة حول هذا الموضوع.
ب) الخطاب تناول ابضا الخطة الرئيسية للمنطقة حتى عام 2030 التي أرسلت إلى الهيئات الوطتية لمراجعتها من قبل لجنة من الخبراء ، علماء المصريات ، وعلماء الآثار و المجلس الدولي للمعالم والمواقع ICOMOS .
* و أشار مركز التراث العالمي أنه لم يتلق أي معلومات عن نتائج تلك المراجعات.
ج) وفيما يتعلق بإنشاء مرسى للقوارب السياحية على الضفة الغربية لنهر النيل، يبدو أن المجلس الأعلى للآثار قد طلب الحد من هذه التطويرات على الضفة الشرقية.
د) فيما يتعلق بطلب لإجراء الدراسات الأولية قبل إقامة مخرات صرف مياه الفيضانات، قد تم تكوين فريق رصد وانقاذ الآثار لمتابعة العمل بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
بعثة المراقبه المشتركة المشكلة من مركز التراث العالمي / المجلس الدولي للمعالم والمواقع ICOMOS بناءا على طلب لجنة التراث العالمي خلال دورتها الحادية و الثلاثين قامت بنشاطها في الفترة من 18-24 أبريل 2008. و ذكر التقرير ان ايا من التهديدات المذكورة في التقارير السابقة قد تم التعامل معها بشكل فعال، فيما عدا بعض الحالات إلا أن بالنظر إلى النطاق الأشمل، نجد أن هدم البنايات الجديدة تحول الى تهديد واقعيا. و خلص التقرير إلى أن الانطباع العام هو أن قيمة ، و متانة و سلامة الممتلكات يجري التضحية بها من أجل استيعاب أعداد أكبر من السياح.
من بين القضايا التي أثيرت في الدورة السابقة للجنة التراث العالمي ، و فيما يلي أهم ما أبرزته البعثة المشكلة:
أ) لم تؤخذ في الحسبان التوصيات الرئيسية التي سجلتها بعثات عامي 2006 و 2007، و كذلك التوصيات السابقة لمكتب التراث العالمي ، و لجانه؛
ب) دمر عدد كبير من منازل القرنه بدون أي مسوحات تاريخية أو إثنوغرافية و السكان نقلوا الى قرية جديدة في الشمال؛
ج) مشروع تدمير جزء من مدينة الأقصر لحفر طريق أبو الهول و مازال متوقعا جعله طريقا غائرا عن مستوى الأرض؛
د) على الرغم من تأكيدات الدولة طرف الإتفاقية التي تشير إلى عكس ذلك في رسالتها المؤرخة 25 يناير 2008، فإن مشروع إنشاء مرسي القوارب السياحية، و العديد من البنى التحتية في الضفة الغربية على مقربة من الكوبري الجديد، لا تزال متوقعة.
القضية التي اشير إليها سابقا في تقرير حالة الصيانة لعام 2007 لموقع معبد حاتشبسوت فيما يتعلق بموقف السيارات عند مدخل معبد حاتشبسوت في الدير البجري و الذي يعوق رؤية المعبد، و يجب أن ينقل إلى مكان آخر. وأعربت البعثة عن قلقها إزاء هذه القضايا، و لا سيما ضرورة أن نأخذ في الاعتبار، في جميع مراحل التخطيط والتصميم، القيمة العالمية البارزة لهذه الممتلكات لإدراجها في قائمة التراث العالمي، و الحفاظ على التوازن الضروري بين الآثار، و الطبقات المتتالية من التاريخ حتى الآن، و تعايش المجتمعات المحلية. القضية كما وردت في الدورات السابقة هو عدم وجود خطة لإدارة شاملة لجميع الممتلكات، مثل منطقة معبد الأقصر و منطقة معبد الكرنك والضفة الغربية. و طبقا للمساعدات التي قدمت إلى المجلس الأعلى للآثار في هذا الصدد من قبل المؤسسات الدولية، كان من الضروري أن تكون خطة التطوير قد انجزت على وجه السرعة. و لأن تنسيق جميع الأنشطة الأثرية تقع تحت مسؤولية المجلس الأعلى للآثار. كان ينبغي تنظيم هذه الاجتماعات على أساس منظم، سواء بين المصريين و الأجانب ، و التي تشمل المشروعات الأثرية، و البنية التحتية فضلا عن مشروعات التنمية، و التي كان يجب مناقشة مشاريعهم التنموية المقدمة.
في الآونة الأخيرة في مختلف المشاريع المنفذة والمخطط لها من قبل الدولة طرف الإتفاقية (إزالة ما يقرب من كامل منطقة القرنه، وتطوير طريق أبو الهول، و وضع ساحة الكرنك، و مراسي السفن السياحية (جميع هذه المشروعات تهدد القيمة العالمية الفائقة للممتلكات الثقافية و لا سيما عافيتها و سلامتها. معايير الإختيار الموضوعة لتسجيل المواقع الأثرية عام 1979 (وخاصة المعيار السادس)، تؤكد على ضرورة أن تعكس رؤية تطورات الموقع من الفترة الفرعونية مرورا بكل الفترات حتى فترة المسيحية المبكرة. علاوة على، وقوع كل هذه المعالم و المواقع الأثرية في السياق بشكل اساسي لأهمية مادية و تاريخية و اجتماعية و ثقافية التي بدورها تقوض هذه التغييرات بشكل دائم. و تضر التعديلات التي أدخلت على الموقع بشكل مباشر بسلامة المعالم الموجودة، وإعادة خلق عناصر مثل طريق أبو الهول دون الرجوع إلى السياق التاريخي، و تزييف الموقع بأعمال إعادة التشييد دون الرجوع للخطوط الإرشادية التنفيذية. إلى جانب، فقدان القرنه يضعف التكامل التاريخي و استمرارية استخدام المحيط و هذا ما ابرزه تسجيل مكتب التراث العالمي منذ عقد مضى. وعموما ، فإن علاقات تتابع الإضرار المتراكمة بمرور الزمن بين سمات الموقع، و التشكل الكبير الناجم من فقدان التكاملية، على النحو المبين في الخطوط الإرشادية التنفيذية. و نتيجة لهذه الخسائر، و محدودية استجابة الدولة طرف الإتفاقية لهذه المشاكل المطروحة على مر الوقت، و في غياب أي تقدم منذ 1 فبراير 2009، تجعل لجنة التراث العالمي أن تنظر في أن تدرج هذه الممتلكات على قائمة التراث العالمي في خطر.
مشروع قرار : 32 COM 7B.57
لجنة التراث العالمي، وبعد الاطلاع على الوثيقة WHC-08/32.COM/7B.Add.2, ، الذي يشير إلى القررات 30 COM 7B.46 و 31 COM 7B.55 و التي اعتمدت في دورتها الثلاثين (Vilnius، 2006) ، و الحادي و الثلاثين (Christchurch ، 2007) على التوالي،
تكرر طلب لجنة التراث العالمي في:
- الإبقاء على جزء أو كل الإمتداد العمراني على طول طريق أبو الهول؛
- إعادة النظر في تصميم طريق أبوالهول و محيطه؛
- التخلي عن مشروع مرسى المراكب السياحية على الضفة الغربية من نهر النيل بالقرب من الكوبري الجديد، والحد من كل هذه التطويرات على الضفة الشرقية؛
- بداية وقف أي زيادة في أعمال الهدم واعادة توطين سكان القرنه حتى يحين وقت، إتمام الدراسات المطلوبة و تقييم التأثير الناجم عن ذلك؛
- نقل ساحة انتظار السيارات أمام معبد حاتشبسوت إلى مكان آخر ليس لها تأثير بصري على المعبد؛
* كما تكرر طلب لجنة التراث العالمي إلى الدولة طرف الإتفاقية لإعداد و / أو وضع اللمسات النهائية على خطط ادارة منطقة معبد الكرنك و منطقة معبد الأقصر و الضفة الغربية و على إدماج هذه الخطط في خطة واحدة متسقة و شاملة تشمل بما في ذلك خطة الصيانة و استراتيجية التحكم السياحي؛
* وتحث الدولة طرف الإتفاقية على إنشاء آلية تنسيق رسمية تحت مسؤولية المجلس الأعلى للآثار و يكون هذا التنسيق بين المجلس الأعلى للآثار و بين المجلس الأعلى لمدينة الأقصر، والفرق العلمية الدولية وغيرها من أصحاب المصلحة المعنيين، و على إجراء مشاورات منتظمة قبل الموافقة و الشروع في المشروعات التي تؤثر على الممتلكات الثراثية و منطقة حرمها؛
* وتدعو اللجنة الدولة طرف الإتفاقية على تعزيز الجهود الرامية إلى استعادة قرية حسن فتحي - القرنة الجديدة- و عرض جميع المشاريع التالية ذات الصلة بالقرية قبل أن توافق عليها لمراجعتها من قبل لجنة التراث العالمي؛
* كذلك تكرر لجنة التراث العالمي طلبها إلى الدولة طرف الإتفاقية أن تنمي القيمة العالمية البارزة في مسودة بيان، و ذلك بإستشارة مركز التراث العالمي و الهيئات الاستشارية، بما في ذلك شروط التكاملية و الأصالة، بوصفها جزءا أساسيا من إنشاء خطة الإدارة وتناسق هذه الآلية، لفحصها من قبل لجنة التراث العالمي في دورتها الثلاثة و الثلاثين التي ستعقد في أشبيلية يونية القادم 2009؛
* وتطلب من الدولة طرف الإتفاقية دعوة بعثة المراقبه المشتركة المشكلة من مركز التراث العالمي / المجلس الدولي للمعالم والمواقع ICOMOS في أوائل عام 2009 للنظر ما إذا كان هناك إحراز تقدم، و تقييم ما إذا كانت التهديدات المذكورة يمكن أن تبرر ادراج العقار على لائحة التراث العالمي في خطر؛
* كما تطلب من الدولة طرف الإتفاقية أن تقدم إلى مركز التراث العالمي، قبل 1 فبراير 2009، تقرير مفصل عن التقدم في تنفيذ ما ورد أعلاه، لفحصه من قبل لجنة التراث العالمي في دورتها الثلاثة و الثلاثين التي ستعقد في أشبيلية، يونيه عام 2009

و بعد نشر الترجمة الحقيقية لما نشر بموقع اليونسكو، تبرز بوضوح دوافع السيد/ سمير غريب في كتابة مقاله بعنوان "نظرة إلي المستقبل اليونسكو والأقصر.. تراث عالمي في خطر؟!"حيث ترجم التعبير the state party بمجلس المدينة، ليصب عظيم غضبه على مجلس مدينة الأقصر كما سماها في البند من 4 : 10، متجاهلا ان الأقصر ليس به مجلس للمدينة بل مجلس أعلى و يحمل رئيسه درجة محافظ لخصوصية المدينه هذا من جه. و من جهة أخرى، لا يعلم سيادته بعد جولاته و صولاته في المحافل الدوليه بحكم الوظائف التي شغلها في وزارة الثقافة أن منظمة دولية كاليونسكو لا تتعامل مع إدارات محلية و لكن تتعامل مع دول تكون هي طرف الإتفاقيات ليضيف للقارئ بعد نعلمه نحن - نوعية من يتصدى لأخذ القرار - و إن كان لا يعلم بعد كل سنوات الخبره هذه فليطلع على هذا الرابط http://whc.unesco.org/en/statesparties/
و الحق ان كل الأنتقادات الموجه تخص وزارة الثقافة لتمثيلها للدولة طرف الإتفاق و بالطبع المجلس الأعلى للآثار، و يعلم الجميع مدى التردي الذي وصل إليه كل منهما لا يجنى ثماره إلا الشعب المصري في وضع مدينة الأقصر التي تمتلك ثلث أثار العلم في" قائمة تراث في خطر" بما سيتبعه من محاذير في الخريطة العالمية لتسويق السياحة، لذا كان اسم هذا المقال "الحصاد المر"

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

د . عبد الفتاح البنا بعد زيارة شارع المعز :

مبنى مجلس شورى النواب ... قراءة فنية في سماته الإنشائية